أثنى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على السياسات المالية والنقدية لحكومة المملكة وتجاوزها لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ومحدودية أثرها على الاقتصاد الوطني، مستشهداً بتدشين العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية بمليارات الريالات في الوقت الذي تعاني فيه دول العالم الركود الاقتصادي ونقص في السيولة النقدية. وأشاد سموه بالتوجيهات والدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - التي من شأنها تكريس دعائم التنمية الشاملة والأمن والاستقرار والقضاء على كل مايهدد أمن الوطن وسلامة المواطن من الداخل والخارج مما هيأ الظروف الملائمة للبناء والتطوير والاستثمار. جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه خلال افتتاحه امس نيابة عن خادم الحرمين الشريفين أعمال منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الرابعة والذي ينعقد بمركز الرياض الدولي للمعارض ويستمر ثلاثة أيام بحضور حشد كبير من الاقتصاديين ومتخذي القرار ونخبة من قطاع الأعمال السعودي.
ونوه سموه بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس المجلس الاقتصادي الاعلى "حفظه الله" لمنتدى الرياض الاقتصادي، وقال سموه مخاطبا الحضور: "انها تجسد دعماً كبيرا لاعمال المنتدى وانشطته حيث ينعقد في ظل نمو اقتصادي متسارع واكبه اصلاحات شامله شهدتها المملكة في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله. واشار سمو الامير نايف الى جهود حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وقال سموه: إن هذه الجهود ظاهرة للعيان ولعل من أبرز نتائجها ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وانجازات البنية التحتية والارتقاء بمستوى معيشية الأفراد وتطوير الموارد البشرية.
وعبر سمو النائب الثاني عن سعادته بعودة سمو ولي العهد، وقال في هذا الصدد : "انه لمن حسن الطالع ان تنعقد الدورة الرابعة للمنتدى متزامنة مع العودة الحميدة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزاء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن سالماً معافى بعد ان من الله عليه بالصحة والعافية. واشاد سموه بما يتميز به المنتدى من مشاركة واسعة من كافة أنحاء المملكة من رجال وسيدات أعمال وخبراء وأكاديميين واستشاريين، مؤكدا سموه بأن فعالياته تتسم بالطرح العلمي لمختلف القضايا والمشاكل الاقتصادية الوطنية والبحث في الحلول المناسبة وهذا ماجعل توصيات المنتدى في دورته السابقة تلقى اهتماماً بالغاً من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أحالها "حفظه الله" إلى كافة الجهات الحكومية للاستفادة منها. وقال سموه : "نتطلع أن يسفر عن هذا المنتدى في دورته الحالية توصيات مثمرة وعملية تساهم في دفع عجلة اقتصادنا الوطني إلى الأمام بما ينعكس على هذا الوطن ومواطنيه بالخير والرقي والتقدم كما نعلق آمالاً كبيرة على هذا المنتدى ليصبح مركزاً فكرياً استراتيجياً لدراسة ومعالجة القضايا الاقتصادية من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة يعم نفعها سائر المواطنين أينما وجدوا على تراب هذا الوطن. واختتم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء كلمته بالشكر وعميق الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - يحفظهم الله - على دعمهم المتواصل واهتمامها بكل مايعنيه أن يخدم هذا البلد ومواطنيه كما وجه شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للمنتدى وإلى الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ومجلس أمناء المنتدى وأمانته العامة لجهودهم في تنظيم في هذا اللقاء.
هذا وكان في استقبال سموه بمقر الحفل معالي وزير التجارة والصناعة الأستاذ عبدالله بن أحمد زينل، ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالرحمن بن علي الجريسي، ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أمين منتدى الرياض الاقتصادي المهندس سعد بن إبراهيم المعجل، ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالعزيز بن محمد العجلان، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية ومجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي. ثم بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. تلا ذلك كلمة المهندس سعد المعجل نائب رئيس مجلس ادارة غرفة الرياض ورئيس مجلس أمناء المنتدى والتي أكد فيها على أن المنتدى يقف خلال دورته الحالية على قاعدة صلبة بعد أن تطورتْ هياكلهُ التنظيميةُ وطاقاته البشرية وتعززتْ مكانتهُ لدى الجهاتِ المعنية، مشيرا أنه استطاع خلالَ دوراته الثلاث السابقة وباتباعه منهجيةٍ متفردةٍ غير تقليدية، تمثلت في المشاركَة الجماعية في إجراء الدراسات واستقطاب الخبراتِ العلميةِ والعمليةِ اللازمةِ لوضعِ المبادراتِ التنمويةِ موضعَ التنفيذِ واستطلاعِ مرئياتِ المسؤولين الحكوميين ورجالِ وسيداتِ الأعمالِ والمختصين وأصحاب الاهتمام من خلال ورش العملِ وحلقاتِ النقاشِ والعمل على نشر النتائج والحلول المتوقعة من خلال القنوات الملائمة لوضعِها تحتَ تصرفِ متخذيِ القرارِ، مع رصدِ ومتابعةِ ما تتمُ الموافقةُ عليه من توصيات وتنفيذه من قبل الأجهزة الحكومية والخاصة ذات العلاقة.
واوضح المعجل أن النجاحاتِ التي حققها المنتدى خلال السنوات الماضيةِ تؤكد دوره المحوري في دعم المنظومة الاقتصادية الوطنية. وقال المعجل: "أصبح ملتقى الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال مساهمته بشكل فعال في عملية التنمية وتحقيق الآمال الاقتصادية المنشودة بعد أن تعدت خدماته قطاع الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص لخدمة الاقتصاد الوطني وهو جديرٌ بتأدية دوره بشكلٍ فاعل يمكنه من أداء رسالته على الوجه الأكمل. ثم ألقى عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض كلمة اوضح فيها ان المملكة تعيش في ازدهار اقتصادي في كثير من القطاعات والتي جعلت جميع دول العالم تنظر الى المملكة بانها هي الشريك المهم والمكان المناسب لاقامة الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات في شتى المجالات. وقال الجريسي بان الوفود الاقتصادية والتجارية تتابع لزيارة المملكة واللقاء بنظرائهم رجال الاعمال السعوديين لاقامة العلاقات التجارية والصناعية والتقنية والخدمية. عقب ذلك ألقى معالي وزير التجارة عبدالله زينل كلمة اكد فيها سعي الحكومة في توفير حياة معيشية للمواطنين مما يحتم ايجاد اقتصاد مزدهر ومتنوع ومنافس وقادر على ايجاد ذلك المستوى المطلوب مما يعني اهمية ايجاد بيئة تجارية وصناعية قادرة على توفير الارضية لتهيئة ذلك الاقتصاد وازدهاره. واضاف زينل: ان ما يسعدنا بالممكلة هو ان قطاع الاعمال اصبح له خبرة ودراية واسعة في ادراة اعمالة واستثماراته بالداخل والخارج واصبح اسهاماته بارزه للجميع.
واشار وزير التجارة الى الدعم الكبير من حكومة المملكة وتعاون المؤسسات الحكومية وقطاعات الاعمال المختلفة دعما لجهود الدولة، وهو ما اعتبره داعما قويا للقطاع الخاص لبذل المزيد من الجهد ليكونوا بمستوى التطلعات للرقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمتابعة الدائمة لمستوى الاسعار وتوفر السلع للمستهلك ونزاهة السوق السعودي عن كل الممارسات غير المشروعة وتوفير فرص العمل للمواطنين. واكد زينل على ان المنتديات الاقتصادية والتي من بينها منتدى الرياض الاقتصادي تمثل ميدانا للنقاش والحوار بين كافة شرائح المجتمع الاقتصادي من حكوميين ورجال وسيدات اعمال وباحثيين وغيرهم من اجل طرح القضايا الاقتصادية والتنمية على بساط البحث والتحليل تخدم الاهداف والتطلعات التنموية. وفي ختام الحفل كرم سمو راعي الحفل الداعمين والرعاة للمنتدى كما تسلم سمو النائب الثاني درع المنتدى من ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض.