تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
"Riyadh Chamber"
نشط الآن
Mujib

typing .....
Mujib
mobile required

تاريخ وتأسيس الغرفة

قرار تأسيس غرفة الرياض:


صدر قرار مجلس الوزراء رقم (239 )وتاريخ 1381/4/10هـ بالموافقة على تأسيس الغرفة، وجاء في القرار: إن مجلس الوزراء بعد اطلاعه على المعاملة المرفقة لهذا ، المرفوعة لصاحب الجلالة رئيس مجلس الوزراء من معالي وزير التجارة برقم 5018 /1 وتاريخ 1381/4/7هـ المشتملة على طلب تجّار الرياض إنشاء غرفة تجارية صناعية بالرياض تقوم بتقديم وجهة نظر تجارها إلى الحكومة في المسائل التي تتعلق بهم وفي نفس الوقت تدافع عن مصالحهم أسوة بغيرهم في بلدان المملكة وتأييد وزارة التجارة للطلب في إقامة غرفة للتجارة والصناعة لتنسيق مصالحهم والحفاظ عليها، وطلبها الموافقة على ذلك ؛ يقرر ما يلي: »الموافقة على تحقيق طلب تجار الرياض في إقامة غرفة للتجارة والصناعة لتنسيق مصالحهم والحفاظ عليها أسوة بالغرف التجارية القائمة في كل من مكة وجدة والدمام«. وتـــم إرســـال خطاب في هـــذا الخصـــوص من معالـــي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء إلى معالي وزير التجارة في ذلك الوقت.


 

​دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لغرفة الرياض : 



مَنْ يقرأ قصة نهضة الرياض المثيرة، ويتفحّص مسيرة غرفة الرياض العريقة، ويعرف كيف تحوّل الحلم إلى حقيقة، وكم كانت البداية صعبة، وكيف كانت الغرفة تتلمَّس خطواتها الأولى بجهود ذاتية وعزيمة رجالاتها المخلصين، وكيف انطلقت ونمت وصارت أنضج وأقوى؛ يدرك أن الرابط والناظم للمسيرتين هو شخص واحد.. عاشق الأولى وباعث نهضتها، وراعي الثانية وداعم فعالياتها.. إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- وزير الدفاع وأمير منطقة الرياض السابق لحوالي ستة عقود. 


 

بدايات تأسيس غرفة الرياض كانت صعبةً وعسيرة.. فكرةً ثم واقعًا على الأرض، بل كانت حلمًا بعيد المنال كما أكّد على ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - ، وهو يفتتح مقر الغرفة الجديد، في عام 1985 م، حين قال: (إن من يعود بالذاكرة إلى زمن قبل 25 سنة ويفكر كيف كان إنشاء هذه الغرفة وما اعترضته من مصاعب وعقبات، ولا بد أن الأخ عبدالعزيز المقيرن، أول رئيس للغرفة، يعرف ذلك، وفي ذلك الوقت كان هناك عدم استيعاب لأهداف الغرفة وأغراضها، وكانت هناك عقبات أخرى تمكّن المهتمون بإنشاء هذه الغرفة من تذليلها..، حتى أصبحت واقعًا وكيانًا مهمًا في مجتمع منطقة الرياض يشارك في تحقيق الأهداف الوطنية للدولة ويعزز من قدرة القطاع الخاص وأدائه).


KingSalman_and_RiyadhChamber3.jpg


والمتابع للعلاقة الوطيدة المتبادلة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وبين غرفة الرياض ورجالاتها، والتي نشأت مبكرًا واستمرت على مدار حوالي ستة عقود، يوقن أنها علاقة مصير ووجود، حيث برز دور سموه الكريم مهندسًا وراسمًا خارطة طريق للرعيل الأول ليسلكوها خطوة خطوة في مسعاهم لبلوغ مرحلة التأسيس، وقد دلّل أولئك الذين عاصروا فترة التأسيس على ذلك الدور الكريم الذي أسداه سموه حتى تمكَّنوا من ترسيخ الفكرة وبلورتها في ذهن ووجدان رجالات قطاع المال والأعمال آنذاك .. ولولا ذلك الدور، بعد توفيق الله، ربما لم تقم الغرفة في حينه أو لتأخر ميلادها.


 

​​

وقد شهدت البدايات المبكرة من مسيرة الغرفة رعاية واهتمامًا كريمين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – أمير منطقة الرياض في ذلك الوقت لكافة المبادرات والفعاليات والبرامج التي تبنتها الغرفة، ما جعلها في تواصل دائم ومستمر ومنتج مع محيطها الاجتماعي أولاً، وعلاقة متبادلة فعّالة مع مجتمعات الأعمال في دول العالم عبر تدفق أعداد كبيرة من الوفود التجارية الأجنبية. وأرست هذه الجهود الكريمة في مرحلة التأسيس هذا التوجّه الذي ظلّ في تزايد مستمر حتى الآن، ما دفعها باقتدار لأداء دورها المتعاظم، وتجويده في تنمية القطاع الخاص في منطقة الرياض وتطويره ورعاية مصالحه، وكذالك التعاون البنَّاء مع الأجهزة الحكومية المعنية لتقديم كافة التسهيلات لمنشآته، وتفعيل مشاركتها في مختلف مجالات التنمية، لتصبح الرياض بفضل الله تعالى، ثم بجهوده أطال الله عمره، في مركز الصدارة في معظم الأنشطة الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية والخدمية. 


 

مؤسس غرفة الرياض:


 


 

الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن -رحمه الله-


عُرف الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن، رحمه الله،  بجهده ومثابرته، وعصاميته، فقد وعى مبكرا أهمية توافر رابطة، وجامعة لجهود التجار ورجال الأعمال. وبذل جهودا كبيرة، على مدار عقد من الزمان، كانت أشبه بعملية تحويل التضاريس المتشعبة إلى كيان واحد شامخ والأمكنة المتفرقة لمكان واحد، ينضوي تحته عموم التجار وأصحاب المهن المتنوعة بالرياض. هكذا سعى الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن، رحمه الله؛ ليكون رجل المراحل الصعبة والمهمات الأصعب..في مرحلة مهمة من مراحل تأسيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ونموها وتطورها، وهذا ما قام به الشيخ المؤسس، وعمل من أجله؛ لتكون الغرفة التجارية والصناعية بالرياض منظومة اقتصادية وطنية، تظللها راية الحلم الجميل والطموح النبيل والفكر الأصيل والسير بها قدماً نحو التطور والتقدم؛ ولتكون أيضا إحدى أهم الركائز التجارية والاقتصادية والتنموية، ليس في مدينة الرياض فحسب بل في ربوع المملكة العربية السعودية، وتجاوزت الساحة الإقليمية إلى العالمية..


 

قصة تأسيس الغرفة : ​


 
( حسب رواية مؤسس الغرفة الشيخ عبدالعزيز المقيرن رحمه الله ) 

       

»فكّر نخبة من التجار في تأسيس غرفة تجارية صناعية في المملكة ترعى شؤون ومشاكل التجارة الداخلية والخارجية لتكون حلقة اتصال بين المسؤولين في الدولة والتجار، وقد رحب المسؤولون بذلك وصدرت الموافقة السامية بإنشائها وتم ذلك عام 1381هـ. إن معظم تجار الرياض لم يكن ينقصهم الدافع والرغبة في أن تكون لمدينتهم التي أحبوها ونشأوا فيها غرفة تجارية خاصة بها أسوة بما كان لدى جدة ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، لكن الكثيرين منهم لم يكونوا على دراية بالوظيفة التي يمكن أن تؤديها هذه المؤسسة، ولم تخل فكرة إنشاء الغرفة مثلها مثل أي شأن آخر يتسم بالحداثة، حيث كان هؤلاء الأقل حماسة يخشون من أن يكون المقصود من إنشاء الغرفة وقيامها قيدا على حركتهم التجارية، ومن ثم لم تكن مساعي تسويق الفكرة ميسرة؛ لكن القناعة والإيمان بجدواها وأهميتها كانت هي الغالبة في أوساط التجار. وشعر المؤيدون للفكرة بتلك الأهمية وبدأوا يتلمسون تجارب الآخرين في الداخل والخارج للتعرف على ما يجب أن يقوموا به وتوفير الأسباب والمساعي الضرورية لإنشاء مثل هذه المؤسسة. وقد التقطنا أول خيط لبداية خطوات المتابعة مع الجهات الرسمية من خلال اقتراح لمعالي وزير المالية آنذاك على التجار في الرياض بأن يعملوا على أن تكون لهم غرفتهم الخاصة ، فبادرنا على الفور بإعداد خطاب بتاريخ 1372/6/18هـ إلى مقام ولي العهد حينذاك صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عرضنا فيه رغبتنا في إنشاء غرفة تجارية بالرياض، وقد كتبت له الخطاب بخطي ووقعه السادة: (سعد التخيفي؛ سعد بن سعيد؛ سليمان الغنيم؛ سليمان المقيرن؛ صالح الراجحي؛ صالح بن عبد القادر؛ عبد العزيز الحقباني؛ عبد العزيز الجميح؛ محمد الجميح؛ محمد بن سيار وإخوانه؛ محمد الصانع؛ محمد الصالح؛ صالح الصالح؛ محمد المصيريعي)، وأعطينا صورة من الخطاب لمعالي وزير المالية للإحاطة بمضمونه. وتفضل سمو ولي العهد، حينذاك، بالإجابة عن خطابنا ببرقية خطية بتاريخ 1372/10/16هـ وجهها لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض حينذاك ـ ُ حفظه الله ـ ويقول فيها: "إن نظام الغرف التجارية يدرس الآن في مجلس الشورى وسوف يزوده بصورة منه عند انتهائه".

 

وبعد مرور وقت على هذه الخطوة، اقترحت على زملائي ضرورة أن لا يتوقف مسعانا وأن نجدد الطلب والاتصال مع الجهات التي يمكن أن تسند مسعانا، وأبدى الجميع موافقتهم وكلفوني بمتابعة الموضوع؛ ولم يكن أمامي سوى أن أتوجه لمقابلة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز؛ لما عرف عنه منذ ذلك العهد بقربه لوجدان المواطن؛ واستعداده الدائم لتبني مثل هذه المبادرات؛ فذهبت لمقابلة سموه وعرضت عليه، حفظه الله،رغبتنا في أن يكون لمدينة الرياض غرفة تجارية؛ وشرحت لسموه ما يبديه بعض التجار من تخوف بأن تكون الغرفة بمثابة محكمة تجارية، وطلبت الاستفادة برأيه فيما يجب أن نقوم به؛ فنصحني سموه بمقابلة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية ـ رحمه الله ـ وقبل التوجه إلى سماحته؛ رأيت أنه من الأفضل أن أحمل معي نسخة من نظام غرفة مكة. وقابلت سماحته وشرحت له الأمر، وقلت: إن ​الغرفة ستعمل على تسوية أي مشكلة تنشأ بين تاجر سعودي وتاجر أجنبي وستعمل على حماية مصالح التجار والاقتصاد السعودي، وسلمته نسخة من نظام غرفة مكة، وأمهلني سماحته أسبوعا لتلقي رأيه من هذا الأمر، وعندما عدت إليه بعد انقضاء الأسبوع بشرني سماحته بموافقته وثنائه على المسعى؛ فرجعت سعيدا لأبلغ سمو الأمير سلمان بما دار مع الشيخ محمد بن إبراهيم؛ فأبدى سموه ارتياحه وسروره لهذه الخطوة. وتنفيذاً لتوجيهات سمو الأمير سلمان؛ أعددنا خطاباً موجها إلى معالي وزير التجارة في 1381/4/6هـ ووقع عليه ما يزيد عن (30 )تاجراً، إلا أني قد علمت فيما بعد أن أحد التجار، رحمه الله، اعترض على المشروع لدى الملك سعود ـ رحمه الله ـ مما تسبب في وقف سير المعاملة؛ فذهبت لزيارة معالي وزير التجارة بالإنابة حينها الشيخ عبد الله الطريقي ـ رحمه الله ـ الذي وعد بإيضاح الأمر للملك سعود، ثم صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشاء الغرفة التجارية الصناعية بالرياض>> .


 


تشكيل أول مجلس إدارة:


في يوم الخميس 8 من شهر جمادي الآخرة 1381هـ الموافق 16 نوفمبر 1961م اجتمعت مجموعة من التجار ضمت كلاً من: صالح الحميدان؛ صالح الراجحي؛ عبد الرحمن المشعل؛ عبد العزيز بن نصار؛ عبد العزيز المقيرن؛ عبد الله السعدي؛ عبد المحسن السويلم؛ عمر العقاد؛ محمد سعيد باغفار؛ محمد الصانع؛ محمد العريفي؛ محمد الهدلق.

وقام هؤلاء التجار بزيارة لسعادة وكيل وزارة التجارة، آنذاك، الأستاذ عمر عبد القادر بافقيه، الذي وعد بمؤازرة الغرفة وأبدى موافقة الوزارة على أن يكون المذكورون أول مجلس إدارة الغرفة، وتم خلال هذا الاجتماع انتخاب الشيخ عبد ً العزيز المقيرن، رئيسا للمجلس، وعبد المحسن السويلم نائبا للرئيس. وفي الأسبوع التالي، تم عقد أول اجتماع لمجلس إدارة الغرفة، بمقر الغرفة الأول في شارع الثميري برئاسة الشيخ عبدالعزيز المقيرن، وحضره كل من: الشيخ عبد العزيز بن نصار والشيخ صالح بن حميدان؛ والشيخ علي بن ريس؛ والشيخ محمد العريفي.

 

  OLD_CHAMBER.jpg

العمارة التي بها شقة الثميري -أول مقر لغرفة الرياض

 

وتم في الاجتماع مناقشة كيفية تأسيس الغرفة وتنظيم جلساتها، والمكان المناسب لأنشطتها المستقبلية، وكذا الخدمات التي يتعين تقديمها للتجار؛ وكيفية تأثيث الغرفة دون وجود موارد مالية لديها، فما كانت من تلك المجموعة إلا أن قامت بالتبرع بما لديها ، وقد أقر المجلس في هذا الاجتماع ما يلي: تقديم الشكر لمن ساند المؤسسين في خطوات التأسيس، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز. وقام المجلس بزيارة سموه، حيث أبدى ـ حفظه الله ـ خلال لقائه بأول مجلس إدارة للغرفة استعداده لمساعدة المجلس في حل أي مشكلة قد تواجههم ً مستقبلا؛ كما قام المجلس بزيارة معالي وزير التجارة بالإنابة في ذلك الوقت الشيخ عبد الله الطريقي ـ رحمه الله ـ لدعمه المؤسسين في تأسيس الغرفة؛ بالإضافة إلى زيارة سمو أمين منطقة الرياض في ذلك الوقت الأمير فهد الفيصل، رحمه الله، لتلمس آفاق التعاون مع الأمانة؛ وبحث اقتراحات اختيار مكان لتكون مقرا للغرفة تمارس فيه أنشطتها؛ واختيار أمين عام للغرفة وتعيين موظفين و توفير الموارد.


 

​ 

وقد ساعدت هذه الجهود التي بذلها المؤسسون في تنفيذ العديد من الأفكار الطموحة وترسيخ قواعد مرحلة التأسيس.

رحم الله تعالى الشيخ عبدالعزيز المقيرن ، ورحم الله من صحبه من رحل عنّا ، وأطال في عمر من بقي منهم، وجزاهم الله عن مجتمع الأعمال كل خير، وجعل مبادراتهم في ميزان أعمالهم الخيرة.​

  • الأخيرة